أحدث أخبار الشركة

أسامة هيكل :مدينة الإنتاج الإعلامى أهم مصدر إشعاع ثقافى هدفنا إعادتها لتكون قبلة الفن فی مصر والعالم العربی
(9/28/2014 9:34:43 AM)





صحيفة الاهرام
حاورناه للتعرف على أهم المشاكل والتحديات التى تواجه المدينة ، وتصوره عن آليات تخطى العقبات ، من اجل تحقيق الهدف الذی أنشئت من أجله المدينة منذ أكثر من ١٨ عاما ، بحيث تصبح الصرح اﻷول للانتاج الدرامی فی مصر والعالم العربی ، كما تطرقنا للحديث عن الملفات الشائكة والتی بدأ بالفعل فی التعامل الفورى معها ، كملف المديونيات ، وملاهی ماجيك لاند» المتوقفة حاليا عن العمل ، وطرح رؤيته حول قضية الإنتاج الدرامی بوجه عام .

بدأت الندوة بكلمة ترحيب من الأستاذ محمد عبدالهادى علام – رئيس التحريرـ قائلا» نرحب بمعالى وزير الإعلام السابق ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامى الأستاذ أسامة هيكل في الأهرام ، ونبدأ بحوار مفتوح فيما يتعلق بعمله الجليل ، ولما له من خبرة إعلامية كبيرة ، وبما يحمله على كاهله من تجارب صحفية وإعلامية ثقيلة وثرية ،عايشها فى فترة حرجة من تاريخ مصر ، حيث شارك فى أحداث كبيرة ، مازلنا نعيش تداعياتها حتي الآن . والمجال مفتوح معه لمناقشة كافة القضايا الإعلامية العامة ، حتي خارج إطار عمله الجديد ، اعتمادًا واستناداً علي خبرته الإعلامية ، وتجاربه في صناعة الإعلام الهادف « .





أسامة هيكل : فى البداية أود أن أعبر عن سعادتى البالغة لاستضافتى اليوم وسط زملاء وأخوات ليّ ، وبين جدران مؤسسة عريقة ، ذات قيمة رفيعة فى قلب ووجدان كل صحفى فى مصر ، وواحدة من أهم المؤسسات والمراجع الصحفية على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربى كله ، والتى كانت ولا تزال مفرخا مهما لعالم الصحافة ، والقائد الرشيد لعملية التطور فى الصحافة المصرية والعربية بشكل عام .

الأهرام : كيف استقبلت قرار تكليفك رئيسًا لمدينة الإنتاج الإعلامى ؟ وما هى خططك لتصحيح أخطاء الماضی فیما يخص إعادة مدينة الإنتاج الإعلامی لسابق عهدها لتكون قبلة الفن والإنتاج الدرامی فی مصر والعالم العربى مرة أخرى ؟

أسامة هيكل : فى الحقيقة لم يكن فى حسبانى فى أى وقت من الأوقات أن أقوم بتولى قيادة هذة الشركة الهامة جداً بكل المقاييس ، وهى بالفعل شركة تتبع القانون رقم (159 ) والخاص بالشركات المساهمة ، وتضم حوالى 20 شركة مساهمة مصرية ، معظمها شركات مال عام ، وبعضها مساهمة فى البورصة ، وحوالى نسبة 43% مملوكة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ، بالإضافة إلى جزء أخير مملوك للبنوك على اختلافها ، لذا كان لابد من الإسراع فى رسم خطةعملية مُحكمة بعد الدراسة المستفيضة ، للوقوف على الأسباب الحقيقية للتعثر، ثم تحديد الأهداف بوضوح ، وتحويلها إلى شركة رابحة ، وذلك للمحافظة على حقوق المساهمين بالشركة ، خاصة بعد تعرضها للخسائر لأسباب متعددة ومعروفة ، مرت بها الشركة بوجه خاص ، ومصر كلها بشكل عام .





فوجدنا أنفسنا أمام العديد من التحديات والملفات الشائكة ، التی بدأنا بالفعل فی فتحها، والتعامل معها ، وبدأناها بملف المديونيات ، فهناك عدد من الجهات لديها مديونيات لمدينة الإنتاج الإعلامى بملايين الجنيهات، منها اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذی اتفقنا مع المسئولين به علی جدولة مديونياته التی تبلغ ١٤٠ مليون جنيه ، هذا بالإضافة إلى مبالغ لدى بعض الفضائيات تبلغ ٥٨ مليون جنيه ومليونى دولار قيمة مديونيات إيجار الاستديوهات التی تتقاعس كثير من القنوات عن تسديدها ، لذلك فقد بدأنا فی حوار مباشر معهم ، ووضع توقيت زمنی للتسديد ، وبالفعل تم خلال اﻷسبوع الماضی تحصيل ١٢ مليون جنيه.

الأهرام : وهل هناك إمكانية لخفض رقم المديونية عن كاهل المتعثرين عن السداد ، خاصة من أصحاب القنوات الفضائية ؟

أسامة هيكل : فى الحقيقة أن معظم أوجه الاستثمار والاقتصاد فى مصر قد تأثرت وتكبدت خسائر جمة ، جراء الفترات الحرجة التى مرت بها مصر.. إلا الإعلام !

فمثلا فى عام 2011 ( وهو أسوأ عام مر به الاقتصاد الوطنى ، وواجه فيه ركودا وكسادا وخسائر لا حصر لها مع أوضاع أمنية متردية ) – الشىء الوحيد الذى لم يتأثر فيه هو الإعلام الذى كان يتغذى على الأحداث ، وفى نفس العام زاد مؤشر سهم شركة النايل سات بنسبة 50% .. لذلك فلا يوجد مبرر للتقاعس عن دفع المستحقات والمتأخرات .

الأهرام : هل هناك إمكانية لزيادة رأس مال مدينة الإنتاج الإعلامى بواسطة طرح أسهم جديدة للاكتتاب ؟

اسامة هيكل : هذا الأمر بالفعل قيد الدراسة الآن ، وننظر فى إمكانية تحقيق ذلك على أرض الواقع .

الأهرام : وكيف ترى مستوى الإنتاج الدرامى الآن ؟

أسامة هيكل : فى الواقع إن قضية الإنتاج الدرامی بها الكثير من المشكلات ، وهناك إهدار ملحوظ فى الإنتاج الدرامى والتى تحتاج إلى إعادة نظر مرة أخرى ، فلا يخفی علی الجميع أن إنتاج المدينة خلال الـ 3 سنوات الأخيرة كله خسران ، وذلك لأن تكلفة الإنتاج داخل المدينة تقريباً 4 أضعاف الإنتاج فى القطاع الخاص !

والمفروض أن تقوم المنافسة على أساس الأسعار المتعامل بها فى السوق الدرامى ، حتى تحقق أرباحاً وعوائد ، ولذلك وجهت بتخفيض ساعة الإنتاج لمستوى منافس كمستوى شركات الإنتاج الأخرى .

بالإضافة إلى الأزمة الحقيقية فی الإنتاج ، التى سببها ضعف وركاكة بعض النصوص التی يتم إجازتها ، لذلك كان القرار اﻷهم بتغيير لجان قراءة اﻷعمال بالمدينة ، لضمان الجودة وعدم المجاملة ، بالإضافة إلى مشكلة السيولة النقدية والتی ستحل مع مرور الوقت ، مع ضمان مصادر دخل منتظمة وثابتة . فمنذ سنوات والمدينة ليس لديها القدرة علی تحمل مسؤلية إنتاج عمل كبير ، بدون الاستعانة بمنتج منفذ أو مشارك رغم ترحيبنا بذلك .

أيضا هناك مأساة فى الإنتاج الدرامى بشكل عام فى مصر ، تتمثل فى تكلفته المرتفعة والإجراءات المعقدة ، فى التخليص الجمركى عن المعدات السينمائية . والتى تجعل المنتجين يهربون للتصوير فى أماكن خارج مصر مثل : المغرب أو إسرائيل !

وفى إطار استكمال إستراتيجية تعظيم الربح بالتزامن مع تقليل الخسائر ، تم تحديد مقابلة مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ، لتقديم مقترح بإنشاء مكتب خاص داخل مدينة الإنتاج الإعلامى ، على أن يضم ممثلين من هيئة الاستثمار والآثار .. لعمل نظام الشباك الواحد ، فلو نظرنا لتكلفة الفيلم الواحد من الأفلام النوعية نجدها تصل الى 300 مليون دولار ، ولو استطعنا تخفيض 50- 60 مليون دولار ، سيكون هذا انجازاً عظيماُ ، ومصدرا من مصادر الدخل القومى .

كما أريد أن أشير إلي»ملاهی ماجيك لاند» المتوقفة حالياُ عن العمل ، والتى لو تم إعادة تشغيلها فمن الممكن أن تكون مصدر الدخل اﻷول واﻷكبر للمدينة ، لذلك سيتم طرحها للمزايدة لمن يريد تأجيرها سواء من شركات مصرية أو عالمية .

ويحدونى الأمل أن أرى ا ستديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى كاستديوهات «universal» العالمية ، والتى تحولت فيها السينما إلى أدوات للترفيه ، وتحقيق مكاسب مادية فى نفس الوقت ، حيث يطرحون الألعاب بواسطة عمل مؤثرات سمعية بصرية ثلاثية الأبعاد بمنتهى البراعة والإتقان ، ولذلك فهم يكسبون أرباحا وهمية ومليارات كل عام ، وأتذكر منذ فترة طويلة أننى بهرت بأحد الألعاب والتى تسمى « transformer « والتى تحتوى على عناصر إبهار وتقنيات عالية الجودة ، تجعلك تشعر بأنك لست داخل لعبة !

الأهرام : وهل وضعتم تصورامعينا بخصوص «أكاديمية العلوم والإعلام» ؟

أسامة هيكل : فى الحقيقة أن أكاديمية العلوم والإعلام ، رغم أنها أنشأت لتكون مصدرا للربح - فإنها تسجل خسائر بسبب تصنيفها كمعهد ، ولذلك نحن بصدد وضع خطة طويلة اﻷمد لدراسة إمكانية تحويلها لجامعة شاملة مستقلة لتحقيق اﻷرباح المرجوة منها .

الأهرام : كيف ترى المنافسة بين مدينة الإنتاج الإعلامى والمدن العالمية والعربية الأخرى ؟ وهل هى فرص للتعاون أم منافسة طوال الوقت ؟

أسامة هيكل : أعتقد أن الأمر يتأرجح بين تنافس فى بعض الأوقات ، وتعاون فى أوقات أخرى ولكى تحقق اياً من الخيارين لابد أن تكون على قدم وساق منهم ، فمن حيث المساحة مدينة الإنتاج الإعلامى مساحتها أكبر من نظيراتها ومن حيث الخبرة نحن الأقدم ، ولكن المشكلة تكمن فى الإجراءات المعقدة .

الأهرام : كيف ترى القرار بإنشاء « المجلس الوطنى للإعلام» ؟ ولماذا لم يصدر حتى الآن ؟

أسامة هيكل : أعتقد أنه كان قراراً متسرعاً، وهناك فكرة عمل خاطئة فى السنوات السابقة رسخت لهذا المفهوم – أن وزارة الإعلام وزارة رقيبة وغير متوافرة فى الدول المتقدمة ، وعندما كنت وزيراً للاعلام وضعت هدفا نصب عينى ، وهو تحريرالإعلام وعدم السيطرة عليه ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن حرية الرأى والتعبير والتى هى ملك للمواطن والمجتمع وليست للإعلامى ، وتعظيم حقه فى الحصول على المعلومة الدقيقة، الصحيحة.. دون الإيحاء بتوجه وإنطباع أو إبداء الرأى الشخصى للصحفى أو الإعلامى .

وحتى أتمكن من حصر مشكلات الوزارة آنذاك ، قمت بتفريغ الموضوع من المحتوى ، فوجدت أن الأزمة تتلخص فى عدة أمور :

- عدد القنوات الكبير والذى بلغ ( 43 محطة تليفزيون بالإضافة إلى 76 محطة إذاعية ) .

- تكلفة المرتبات والتى بلغت 133 مليون جنيه شهرياً اثناء تواجدى بالوزارة ، ووصلت الآن الى 220 مليون جنيه .

- حدوث تضخم فى العمالة ، ووفقاً لحسابات التنمية الإدارية فإن مبنى وزارة الإعلام يدار بـ 8000 شخص ، وصل عدد العمالة فيه لـ 43 ألف شخص !

ويتضح مما سبق وجود طريقة خاطئة فى الإدارة قد إستمرت لسنوات ، وذلك أدى لزيادة المديونيات ، وبناء على ذلك طالبنا بإلغاء وزارة الإعلام عقب ثورة يناير 2011.

الأهرام : فى ظل هذا الغزو الإعلامى والفضائى ، هل ترى تحققاً لسيادة الدولة ـ إعلامياً – على أراضيها ؟

أسامة هيكل : للأسف الشديد ! فالإعلام أداة فى غاية الخطورة ، ولها تأثير مباشر على الأمن القومى ، ولا يوجد لدينا أمل فى التحرر إعلاميا إلا من خلال وجود إعلام مضاد ، وجرئ ويستطيع المنافسة بقوة ، ويستطيع إثبات كفاءة إعلامية مميزة ، والجدير بالذكر أن مسألة صناعة الإعلام فى المرحلة القادمة هى صناعة ثقيلة للغاية ، ولها أبعادها ، وحروب الجيل الرابع حقيقة ولها برامج وأفكار وتعتمد على فكرة إفشال الدولة ذاتياً .

الأهرام : كيف تصف علاقة الإعلام المتسقة بالأمن القومى ؟

أسامة هيكل : الموضوع له جذور ، فقديماً كان البث أرضيا ، وكان محصوراً بالحدود الجغرافية لكل دولة ، وفى منتصف التسيعينيات ومع بداية ظهور الأقمار الصناعية ، بدأ البث يغطى حوالى ثلث مساحة الكرة الأرضية ، ومن هنا ذابت فكرة حدود الدولة ، وأضيفت لعناصر سيادة الدولة على أراضيها أرضاً وبحراً وجواً .. العنصرالفضائى الإعلامى ، وألغيت معها فكرة إغلاق القنوات نهائياً .

لذلك أصبح لا أمل لدينا للمنافسة والتواجد إلا فى وجود إعلام قوى مضاد ، حتى لا يحدث غزو معلوماتى للدولة من الخارج وبالتالى نتحول إلى متلقين للمعلومات الجاهزة ، والخطورة تكمن فى نوعية تلك المعلومات والتى يمكن أن تتسبب فى إشعال فتن وحروب دون أن نتدارك ، ومن هنا فالإعلام أداة لحفظ الأمن القومى .

الأهرام : وما رأى سيادتك فى المتاجرة بإسم الدين المتفشى بإيحاء من إسرائيل ؟

أسامة هيكل : بالفعل ! فالمتاجرة باسم الدين هو أخطر ما يمكن ، وفى كل الأحداث التى نراها فى منطقة الشرق الأوسط لا أرى دولة مستقرة إلا إسرائيل ، فكل ما يحدث لا يخدم إلا إسرائيل ، وعندما تتفكك وتنهار الدول الكبرى مثل سوريا وليبيا ، إلى دويلات صغيرة فهذا يصب فقط فى مصلحة إسرائيل .

وبالتالى نحتاج الآن إلى وقفة لإعادة ترتيب الأوراق وتغيير الفكر المجتمعى والرجوع لفكرة النسيج الوطنى الواحد ، والمحافظة على كيان ووجدان الدولة المصرية ، ولاشك ان للإعلام المرئى تأثير مباشر على الأفراد فهو ساحر يسلبك الإرادة دون أن تدرى أو تدرك ، وتجد نفسك منساقا وراء الفكر أو المحتوى المنقول إليك رغما عنك ، وذلك السبب فى حدوث الكثير من الصراعات المجتمعية التى نراها الآن .

الأهرام : دار فى الآونة الأخيرة جدل كبير حول محتوى برامج « التوك شو» فى مصر ، ما هوتقييم سيادتك لها ؟ وما هوالدور الذى تلعبه مدينة الإنتاج الإعلامى فى الارتقاء بالإنتاج الدرامى بوجه عام ؟

أسامة هيكل : فى الحقيقة إن فكرة برامج التوك شو فى مصر بدأت تفقد بريقها ، والمصريون تشبعوا منها ، ولابد أن ندرك أن الإعلام الحالى ليس مناخاً صحياً ، والقيم الإعلامية فيه معكوسة ، بصورة جعلت الناس تظن أن الإعلامى أهم من المعلومة التى تقدم له ، وبمرور الوقت يتناسون الكثير من الأخطاء المعلوماتية الخاطئة !

ونحن نعمل جاهدين على دراسة كل المشكلات التى تواجه الإنتاج الدرامى بوجه خاص ، وصناعة السينما بوجه عام .. حتى ترتقى لمستوى أداء ، تستطيع المنافسة به أمام السينمات العالمية .

الأهرام : فى رأى سيادتك هل هناك ممول لهذه القنوات ؟ وهل لها مقاصد تدميرية ؟

أسامة هيكل : بصفة عامة الإعلام لابد أن يكون محدد الهدف ، وكل رجل أعمال يفتتح قناة فضائية يكون هدفه أحد ثلاثة : إما الربح أو النفوذ أو تأمين مصالح شخصية له ، الأهم هو تنظيم العملية الإعلامية ، ولقد توصلنا لفكرة إنشاء المجلس الوطنى للإعلام فى عام 2011 ، حتى تكون له صلاحيات وسلطات المراقبة والمحاسبة على كل ما يقدم عبر شاشات الفضائيات ، على أن تعين داخله لجنة من خبراء وأساتذة فى الإعلام ، ذات حصانة ، بحيث تراقب الإنتهاكات ، وتصدر عقوبات ، وبالفعل تقدمنا بالمشروع للمجلس العسكرى آنذاك ، والذى قرر تأجيلة نظراً لصعوبة الظروف المواتية للمرحلة الانتقالية ، على أن يعرض على البرلمان ، والذى كان برلمانا للأخوان ، فتقدموا بمشروع آخر ، وبعدها تم حلّ مجلس الشعب ، وتوقف الأمر عند ذلك ، والوضع الآن أصبح أسوأ لأن عدد القنوات فى تزايد مستمر ووصل الى 110 قنوات !

وبعد صدور دستور 2014 ، أصبح لدينا نصوص دستورية صريحة ، تنص على وجود 3 مجالس وفقاً للمواد 211 ، 212 ، 213 وتعريفها كالآتى :

أولاً : المادة ( 211) تنص على وجود المجلس الأعلى للإعلام : بمقتضى نص الدستور سيكون عمله هو إصدار التراخيص للقطاع الخاص بالإضافة إلى المراقبة والمحاسبة .

ثانياً : المادة (212) تنص على إنشاء الهيئة الوطنية للصحافة : والمسئولة عن الصحف القومية المملوكة للدولة والتى توازى فى عملها المجلس الأعلى للصحافة.

والمقترح بشأنها أن يتم تغيير الباب الرابع من قانون تنظيم الصحافة ليصبح مسماه « الهيئة الوطنية للصحافة « بدلاً من المجلس الأعلى للصحافة ، ثم نقوم بتغيير بعض المواد التى تسمح بمساحة أكبر من الحرية ، وتصبح الهيئة هى المالك الرسمى للصحف ، وبالتالى يصير من حقها التعامل مع كافة المشكلات سواء المتعلقة بالمديونيات أو المرتبات أو غيرها من المشاكل المتوطنة داخل العديد من المؤسسات الصحفية .

ثالثاً : تنص المادة (213 ) على هيئة وطنية للإذاعة والتليفزيون والتى تعنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، وهو ينظم وفق قانون رقم (13 ) لسنة 1979 ، ويعنى بتفعيل سلطة الهيئة على الإعلام الرسمى .

لذا أقترح أن يتم تغيير القطاعات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون لتصبح شركات ، فتحل الهيئة محل الشركة القابضة ، ومن ثم تقسم هذة الشركات إلى 5 صنوف ( الإذاعة ، التليفزيون ، الهندسة الإذاعية ، القنوات المتخصصة ، الأخبار ) .

على أن تعين جمعية عمومية لها ، تحاسب ، وتقدرالأرباح السنوية ، وتقوم الهيئة فى أخر العام بتقييم الأداء العام ، وبناء على ذلك نستطيع خلق مناخ إعلامى صحى وأفضل من ذى قبل .

الأهرام : ولماذا لم يتم إلى الآن تفعيل المواد السابقة ؟

أسامة هيكل : فى الحقيقة إن الولاية القانونية الآن فى يد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ، وهما المسئولان عن إصدار القوانين فى ظل غياب مجلس النواب فى الوقت الحالى ، ولقد طُلب من بعض الصحفيين والإعلاميين ان يتقدموا بالقانون ثم يطرح للحوار المجتمعى .

الأهرام : وماذا تقول لمن يريد تعطيل عمل مؤسسات الدولة ؟

أسامة هيكل : لاشك أن هناك قلة تبغى التدمير ، ويحاولون بث سمومهم وتفكيرهم الإجرامى لتعطيل مسيرةالتقدم ، بداية من محاولات إفشال ثورة يونيو 2013 ، والتى تعتبر أكبر حشد فى تاريخ البشرية ، وصولاً إلى افتتاح قناة السويس ، ومحاولتهم إثارة البلبلة لتعطيل مسيرة الوطن ، وجميعنا يعلم جيدا أن قطع عناصر الأخوان المفسدين – من جسد الوطن أمر لابد منه ، وفترة حكم أو احتلال الأخوان لمصرلا يمكن محوها من تاريخ مصر ، وأرى ضرورة إنشاء متحف لتوثيق جرائم الأخوان ، ليكون مرجعاً للأجيال القادمة حتى لا تتناسى الأحداث بمرور الوقت ، أويتم تزييف أو تغيير هوية التاريخ ، فلا ننسى جرائم النقراشى والخازندار وغيرهم ممن ذكرهم التاريخ بأفعالهم .

الأهرام : هل تعتزم سيادتك خوض غمار الانتخابات البرلمانية القادمة ؟

أسامة هيكل : فى الحقيقة لقد طلبت منى أكثر من جهة سيادية الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة ، لكنى فى الحقيقة لم أحسم الأمر بعد بصفة قطعية .

الأهرام : وعلام يتوقف حسم الأمر ؟

أسامة هيكل : الأمر متوقف على اتضاح الصورة الانتخابية بوجه عام ، وبلورتها بشكل شبه نهائى ، من حيث تقسيم الدوائر وأسماء المرشحين .. ، والحقيقة أن الأمر كله حتى هذة اللحظة لا يزيد عن كونه اقتراحات .

فنحن مجموعة من أنصار الدولة المدنية ، ووجدنا أن الحياة الحزبية فى مصر تحتاج إلى تنظيم أكثر مما هى عليه الآن ، فى ظل وجود كتلة حزبية غير مؤثرة ولا فعالة ، لعدم وجود تنظيم يجمعها تحت طاولة واحدة رغم أن عدد الأحزاب تجاوز المائة بحزب واحد !

ونخشى أن يوصلنا هذا التشرّذم والتذبذب والإرتباك الحزبى .. إلى أن نجد أنفسنا فى مواجهات مرة أخرى مع الأخوان ، فمن المعروف عنهم احترافيتهم فى الانتخابات وقدرتهم على الحشد .

الأهرام : وماذا تقول لأصحاب الدعوات بتأجيل الانتخابات البرلمانية ؟

أسامة هيكل : هذا أمر مرفوض ! وضد مصلحة الوطن بكل تأكيد ، فالمجتمع الدولى ثقته لن تكتمل فينا إلا بوجود برلمان قوى ، ونكون بذلك قد أكملنا إستحقاقات المرحلة الانتقالية بالكامل .

ولونظرنا للأحزاب المصرية مجتمعة لوجدنا عددهم أقل من 2 مليون ، بما يعادل 4% من كتلة الناخبين المصريين ، وهذا يعنى أن 96% من المصريين غير منتمين لأحزاب أو غير مقتنعين بأفكارها ومعظمهم يميلون لفكرة الاستقلال ، لذلك يجب تعزيز قوة الأحزاب وإعادة تنظيمها بما يليق بحساسية المرحلة الراهنة ، خاصة أن الانتخابات البرلمانية القادمة تُعد آخر اختبار للأحزاب المصرية ، وبحكم الدستور .. البرلمان القادم شريك فى الحكم ولا يقتصر دوره على التشريع والرقابة فقط ، ولكن حتى سلطات رئيس الجمهورية توزع ما بين الحكومة والبرلمان .

الأهرام : وهل من الممكن تعديل الثغرات الموجودة ببعض المواد بالدستور ؟

أسامة هيكل : بالفعل هناك مطالب لتعديل بعض مواد الدستور ، ولكن ذلك يتطلب موافقة من مجلس النواب القادم .

الأهرام : هل سيادتك متفائل بالمشهد الإعلامى بوجه عام خلال الفترة المقبلة ؟

أسامة هيكل : فى الواقع لقد استطاع الإعلام أن يرفع حالة الوعى بشكل غير مسبوق خلال الفترة ما بين 2012 – 2013 ، وتأتى معظم الانتقادات الموجهة للإعلام ، ليس نقداً سلبياً ، ولكن نقداً بناءً من منطلق تحسين الأداء وهذا حق المجتمع على الإعلام والذى لا يمكن أن نغفله أو نتهاون فيه بأى شكل من الأشكال .



نبذة مختصرة عن مدينة الإنتاج الإعلامى



تُعد مدينة الإنتاج الإعلامى بمدينة السادس من أكتوبر ، من أهم الصروح المصرية المتميزة ، التي تقوم بإنتاج كافة احتياجات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي والإعلامي ، على مستوى الوطن العربى الكبير في العصر الحديث ، والتى غطت معظم ساعات البث التلفزيونى فى القنوات المصرية والعربية ، على مدار السنوات الماضية ، بما تملكه المدينة من استديوهات الإنتاج التلفزيونى والسينمائى ، التي تقع على مساحات شاسعة ومجهزة بأحداث التقنيات العالمية التى نفذتها كبريات الشركات العالمية ، لتلبية كافة احتياجات الإنتاج الدرامى وبرامج المنوعات وأفلام السينما ، وبث المحطات الفضائية المصرية والعربية ، من خلال الاتصال المباشر بالقمر الصناعى المصرى نايل سات 1 و 2 ، وتضم المدينة الكثير من مناطق التصوير المفتوحة ، التى تمثل مختلف العصور التاريخية ومراكز الخدمات الإنتاجية والفنية .

وفي مجال السياحة والترفيه تضم المدينة ملاهى « الماجيك لاند « التى تعد من أكبر المدن الترفيهية في الشرق الأوسط علاوة على الفنادق ومراكز المؤتمرات والمعارض المختلفة ، لتقديم الخدمات الفندقية للوافدين والسائحين والفنانين ، وفي المجال الأكاديمى ، ولمواكبة التطور التكنولوجى المذهل في المجالات الإعلامية ، أنشأت مدينة الإنتاج الإعلامى الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام ، بهدف تأهيل وتدريب الدارسين على اكتساب الخبرات الإعلامية المختلفة وفق أحدث النظم العالمية من خلال كوكبة متميزة من الخبراء والمتخصصين ومتابعة الجديد في تكنولوجيا الإعلام ..





MistNews.com